خواطر ليلة ماطرة

قطرة..قطرة..واشتدت الامطار تباعدت الخطوات حتى اختفت من الطريق..

تتراقص القطرات في الفضاء..

برق يخطف الابصارعلى امتداد السماء..اصوات تقترب من البعيد ...الرعد..يقترب حتى انه فوقي..تتكاثر الاصوات...و يتوقف المطر.السيارات تطوي الطريق تلتهم الزمن و المسافات...

ا"ام الحسن" تنشد من بعيد على احدى الاشجار هناك...

حان وقت الصلاة المؤدن بصوته يخترق الفضاء يشل الاصوات يزيد من سرعة السيارات..من تعدد الخطوات و كان السماء قد حبست ماءها لاجل هؤلاء...

لكن

ااشجار تهتز الاوراق بعد ان كانت تصفق فرحا بالامطار صارت تهتز كانها تحتج..على الاقدار..كانها تنادي الامطار كانها تتودد للسماء.

اضاءت البلدية الانوار.عش عصفور يتدلى من عامود الكهرباء امام المنزل

برق...صوت الرعد فجاة...تستانف الامطار..زخات زخات

على الحافة الاخرى من الرصيف ..على ارتفاع امتار قليلة يوجد.....الموت......

في داك العمود الكهربائي  صوت يصدر عبر الاسلاك يشبه صرير حشرة تتالم في ركن غرفة فارغة 

جرو ينبح من منزل ما ليس بعيد و من هناك طفل متمرد على الطقس يقود شاة و حملين جميلين...

فانوس الكهرباء يعكس انواره على اوراق الاشجار المبتلة..تلمع كالمرايا المبعثرة

اصوات اطفال تاتي من مكان ما...اطفال اشقياء

و تتضاعف القطرات ..و تشتد الزخات..و تسترسل القطرات.

تحول لون السماء الى رمادي قاتم...انه الليل..بداية الليل...

الامطار تحولت الى راقصة بارعة عاى الرصيف و في الغدير وفوق السطوح....و على يديا

بالكاد ارى اول الشارع الضباب يشتد مع اشتداد الضلام و الامطار ما عدت اراها في كل مكان فقط حول داك الفانوس المرتفع و كان الامطار احتبست في باقي الارجاء

حتى الاشجار سكنت بعودت الامطار....الم اقل انها تحتج!!!

ابي من هناك يناديني

انتهى الحلم..انتهى اللقاء..الوداع للاشجار ..للفانوس..للسماء الماطرة..لليل.

نزلت الدرج كاني انزل من عرش الجمال الى بوتقة المرار و الالم........

كم اكره العزلة